حسن حجازي Admin
عدد الرسائل : 292 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: قصيدة وناقد / حسن حجازي الخميس يناير 31, 2008 9:12 am | |
| القصيدة :
وجوه الحب ْ !!
كما يهوى الشاعر ُ إلهامهُ فى فصولِ البوح وليالى الوصل ْ كما تهوى الغصنَ الثمرة فى مواسمِ النضج ونسيمُ الفرحُ الممتد ْ كما تحتضنُ الطفلَ الأم ْ فى أمسيات الربيع قبيلَ الفطم ْ كما تقبلُ النحلةَ زهرة تعصرها فى شوق ٍ طفولى النبضْ عرفتُ الحب َ ووجوهَ الحب .
الوجهُ الأول للحب وجهكِ مثلُ الشمس يغرى فيسبى يصدرُ حكما أبدياً على أخوانى الشعراء الضعفاء الفقراء بانْ يمضى العمرُ عشقا ً وشوقا ً نظما ً وألما ً وصلاً وبينا ً موتا ً وبعثا ً حتى يأتى الليلْ !
الوجهُ الثانى للحب وجهكِ مثل ُ الظلمة فى ليلِ البرد ْ نقبع ُ تحت الأغطية يدركنا النوم ندخل أرجاء الحلم ووجدتك ِ ست الحسن أسيرة يعشقها قرصانُ الليل يتوعدنى بالموت فصرخت ُ فهَّب َ القوم كانوا ينتظرون البدء وبسيفى أطرت ُ الرأس َ لا أدرى كيف ! ووجدتنى أميرا ً يُزفُ لست ِ الحسن !
الوجه الثالث للحب وجهك مثل البدر لا يهوى شريك يغمرنا بعذب الحب يجعلنا ننطق ُ أحلى الكلمات يغرقنا فى شلالات النور فنمضى مع التيار لا ندرى أين ! ويمضى العمر ُ عشقا ً وشوقا ً نظما ً وألما ً وصلا ً وبينا ً موتا ً وبعثا ً حتى ياتى الفجر !
الوجه الرابع للحب مثل الوجه الخامس مثل الوجه السادس مثل الوجه الألف يرمينا الليل ُ الى الفجر يرسلنا البرد ُ الى القيظ نتأرجح ُ بين العشق وبين َ الحس ْ يقتلنا الواقعُ والحلم ْ! قلبى دوما يلزمنى إما الدفع وإما الحَبس ْ وأنا شاعرٌ فقير ٌ لا أملك ُ إلا الكلمة فأختار ُ الحب وعقلى قاض ٍ متمرسْ درسَ الحكمة يتحصن ُ بالشعر ْ والشعر ُ داءٌ لا يعرفُ إلا اللوم ْ من هنا تبدأُ الجلسة وكلُ جلسة والمُدعى عليها لم تحضر ْ بعد ْ تمضى ساعة ألفْ بلْ أكثرْ لا أذكر ْ لكنها لم تحضر ْ كانت الجلسة يومية ثم َ أمست ْ فصلية عندما أعبث ُ فى دولاب ٍ الذكرياتْ ثمً أصبحتْ قومية عندما امتلكت ُ بساتينَ الشمس ْ فلم تأت ِ وأيقنت ُ أنها لن تأتى فَرُفِعتْ الجلسة وصدرَ الحكمْ بأن َ الحبَ قضية ٌ خاسرة ٌ منتهية منذ ُ البدء فشربت ُ السُم َ وقدمت ُ قلبى قربانا ً للحب ْ !!
إستدراك لابد منه : نسيت ُ ان أخبركم أنى والمدعى عليها لم نلتق إلا مرة كانتْ فى الحلم !
أما الناقد فهو د/مصطفى عطية جمعة الجميل الشاعر / حسن حجازي النص فوار بالعاطفة ، وقد قمت ببنية فريدة في القصيدة ، إنها بنية تعدد الوجوه في الرؤية ، وأساسها النظر إلى الحب من زوايا عدة ، ولكنها زوايا كونية ، اعتمدت الوصف والتشبيهات الطبيعية مذهبا ، وهذا ما جعل الحب كعاطفة ينتقل من الحالة الفردية إلى الحالة الكونية ، تقول : الوجهُ الأول للحب وجهكِ مثلُ الشمس يغرى فيسبى يصدرُ حكما أبدياً على أخوانى الشعراء الضعفاء الفقراء بانْ يمضى العمرُ عشقا ً وشوقا ً نظما ً وألما ً وصلاً وبينا ً موتا ً وبعثا ً حتى يأتى الليلْ !
لفظة مثل المستخدمة جعل الحب في مستوى التشبيه الشمسي ، وقد جمعت هنا البعد الكوني بالشمس ، والإنساني بالوجه ، والزمني بالعمر ، مما جعل النص كله ينهض على تضافر الزمن والكونية والإنسانية في رؤية مكتملة . وتقول : الوجه الرابع للحب مثل الوجه الخامس مثل الوجه السادس مثل الوجه الألف يرمينا الليل ُ الى الفجر يرسلنا البرد ُ الى القيظ نتأرجح ُ بين العشق وبين َ الحس ْ يقتلنا الواقعُ والحلم ْ! قلبى دوما يلزمنى إما الدفع وإما الحَبس ْ وأنا شاعرٌ فقير ٌ لا أملك ُ إلا الكلمة فأختار ُ الحب هذا المقطع يعطي إشارة جيدة حول مستوى العشق : فهو مستوى زمني عال ، يشمل زمن الإنسان / العمر ، والليل حتى الفجر ، ويلعب في اللازمن : الواقع والحلم . ثم تقر بإنسانيتك : شاعر فقير ، لتسقطنا من كونية جميلة . وعقلى قاض ٍ متمرسْ درسَ الحكمة يتحصن ُ بالشعر ْ والشعر ُ داءٌ لا يعرفُ إلا اللوم ْ من هنا تبدأُ الجلسة وكلُ جلسة والمُدعى عليها لم تحضر ْ بعد ْ تمضى ساعة ألفْ بلْ أكثرْ لا أذكر ْ لكنها لم تحضر ْ كانت الجلسة يومية ثم َ أمست ْ فصلية هنا ينتقل النص إلى مستوى آخر في القراءة مستوى : المسرحية المونودرامية ، حيث يصبح الأمر كله تمثيليا ، مسرحيا ، حواريا ، ويجبرنا أن نقرأ النص في هذا المستوى . عندما أعبث ُ فى دولاب ٍ الذكرياتْ ثمً أصبحتْ قومية عندما امتلكت ُ بساتينَ الشمس ْ فلم تأت ِ وأيقنت ُ أنها لن تأتى فَرُفِعتْ الجلسة وصدرَ الحكمْ بأن َ الحبَ قضية ٌ خاسرة ٌ منتهية منذ ُ البدء فشربت ُ السُم َ وقدمت ُ قلبى قربانا ً للحب ْ !!
لم تعد المسرحية / المحكمة ، تمثيلية ، بل حلقت في فضاء الكونية ، والإنسانية ، لنعرف أن العاطفة الغرامية قدر يدمي القلوب . النص عالي المستوى ، ينظر للحب بالكوني والزمني والإنساني والمسرحي . تحياتي د/ مصطفى عطية جمعة
| |
|