حسن حجازى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حسن حجازى


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن حجازي
Admin
حسن حجازي


عدد الرسائل : 292
تاريخ التسجيل : 19/01/2008

لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار Empty
مُساهمةموضوع: لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار   لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار Emptyالسبت أكتوبر 02, 2010 11:47 am

لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار Tr2
لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار Tl2

الخصائص الفنية لنص علاء عيسى
أ . د مدحت الجيار

لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار Br2
لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار Bl2

الشاعر علاء عيسى من شعراء العامية المصرية الصبورين على نصوصهم إذ لا تقرأ له إلا بعد أن يعيش حالة الشعر بحس غنائي واضح .
وهذا ما يجعل قصائد علاء عيسى واضحة الإيقاع بل النص الشعري السردي على السواء.
ثم نجد قصائده وقد توجهت للغرض مباشرة دون أن تستهلك مساحة من أذن السامع أو من عين القارئ بلا داع . هو قاصد إلى هدفه وهو أمر بعين المتلقي في عمل علاقة شعرية متميزة مع علاء دون بذل جهد ، بل يصرف جهده لمتعة المتابعة .
وليس علاء من شعراء العروض ، أو من شعراء تكرار الجمل والعبارات إلا بتوظيف فنى واضح لمن يتابعه .
ثم إن السخرية تغلف كل أعمال علاء عيسى وهى سخرية الفاهم المدرك لتناقضات الإنسان الواقع تحت ضغوط ضخمة . بل المدرك لتناقضات إلغاء العقل وإطلاق الغرائز أو العواطف فى مواجهة العالم المليء بالمواقف الصعبة والمقلوبة والمتناقضة . وهو يرصد هذه المتناقضات بروح مصرية ساخرة يعلن عنها كل فترة وأخرى بين قصائده ..
إننا أمام شاعر محب دائما لدرجة أنه يكرر الكلمة اثنتي عشرة مرة فى قصيدة عنوانها ( بحبك )(1) ولكنه يجعل من هذه الكلمة مولدا لما بعدها من تراكيب شعرية أو مجازية . ونراه ينوع بين الأصوات الخشنة والأصوات الناعمة فى تجربة متميزة مثل قوله :
بحبك كلمه محسوسه متنقلشـــــى
بحبك رايه مرفوعه متنزلشـــــــــــــــى ص9
ويستمر فى هذا التضفير بصبر شعرى حتى نهاية النص ودون أن نشعر بضجر من التكرار لأنه جعل فعل الحب مركزا للنص وبداية بل ونهاية فى وقت واحد ، وكثيرا ما لا نستطيع أن نفرق بين المحبوب والوطن فى معظم السياقات.
ونشير هنا إلى خصية شعرية صوتية أخرى تقوم على التجانس التلقائي غير المفتعل بين كلمات وأصوات تدعونا إلى الإحساس بخفة روح النص يقول مثلا :
أنا باحلف على المصحف
أو يقول :
وغمضتي وفتحتي
وكنت يا حوا مخطوفة
وشبكتي إيدى ف إيدك(1)
وحيث يلعب ( حلف ـ صحف ) ( غمضتي ـ فتحتي ـ وشبكتي ) وهى صياغات تقرب هيئة الكلمة من الأخرى فتزيد من موسيقاها وقدرتها على التواصل صحيح أنه يعود للتكرار المركزى التوليدى مرة أخرى وثالثة ولكن يظل التوليد والتجانس الصوتى عونا للتكرار فى النص الواحد . وفى قصيدته ( لا عزاء للسيدات ) تكرار واضح لـ ( نفسى ـ خسارة ـ أنا ) وغيرها حتى يدفعنا التكرار لإثارة توقعات التغيير ويخلق من انتظار ما بعد الكلمة المكررة إثارة شعرية مدهشة .
ثم تتحالف خصائص التكرار و التجنيس والتوليد المركزى فى صياغة واحدة فى قصيدة ( لو حصل ؟ ! ) (!) حيث تحمل هذه الخصائص الصوتية المجازية خصائص مضمونية وفكرية يستجمع فيها الشاعر تناقضات واقع الفلاحين البسطاء وهم يعانون من الآفة وضيق ذات اليد يقول علاء :
تلاقى القطن بيقابلك
بلوزة ودودة محتارة
تعبى اللوز فى سيّالتك
وتبكى الدمع يا خسارة
وتلقى الحسبة محسوبة
تقاوى ورش طيارة
وساعة الدفع راح تدفع
وتلقى الدنيا مندارة
وهى صورة نقيضة لنعومة حياة بعض الشباب واستهتاره بالآخرين ، ولكن الخصائص الصوتية كلها تتعانق مع تعبئة الآلام لدى البسطاء وفى حين ينحرم منها المستهتر فى المشاهد التالية فى النص نفسه .
ويصور لنا علاء عيسى وعيه بهذه الخصائص الجمالية لشعره ( وهى لدى كل شعراء العامية المصرية الواعين بتراث شعر العامية المصرية من عبد الله النديم حتى الآن باستثناء هؤلاء الأدعياء السقام الذين لا يعرفون ماذا يكتبون ؟ ! ) .
ويشير علاء وكأنه يجيب عن سؤال لماذا تكون موسيقى القصيدة لديك هكذا يقول :
الشِّعر مش دايره وشرطه بـ مسطره
ولا يوم هييجى ينحسب كالمسألة
دا البحر عمره ما كان قسم
الشِّعر ده عندى أنا
كلام باحِسِّه واكتبه
وألم كفات الميزان
لما المعانى تترسم (1)
ويلعب علاء عيسى لعبة التعبير بمتناقضات الحياة للدلالة على استحالة الأشياء المترتبة على ذلك ويضرب أمثلة شعبية فى جوهرها إلا أنك لا تشعر من أى السراديب الشعرية تسربت إليه . ولكن أغلب الظن أنها تسربت من وعيه الحاد بالواقع وتقلباته ، الأمر الذى يجعله يعلق الحكم بلفظ شعبى دارج خطير الدلالة
( لو ) يقول :
لو صارت الخمرة لبن : أى عكس الطبيعة
لو صلو فى الهرم : أى تتحول أماكن اللهو لأماكن عبادة
لو يحرص الديب الغنم : وهذا مستحيل ..
لو صالح القط الفيران : وهذا نادر
والفيل بقى له جناح : وهذا ما لم يرد فى أى خيال
ثم النهاية بجملة قاسية حادة مترتبة على الإ ستحالات كلها
يصدق كلينتون فى السلام .. أو يقول :
يبقى صحيح احنا عرب .. ( قصيدة لولوات عربية )(2)
والحدة التى يتعامل بها الشعر مع مفردات الواقع الطبيعى أو الإجتماعى ، دالة على إحساس عميق بمشكلات الواقع العربى التى تتردد فى كل أعمال علاء عيسى ، وهذا مايتردد فى قصائده مثل ( رسالة مشفرة ) ( طلاق فى ليلة الزفاف )(1) وغيرها . وتظهر هذه الخصائص فى القصيدة بالطبع ولكنها تظهر فى الأغنية وهو عيب من عيوب الكتابة للحن أو الموسيقى ولكن إن تعاملنا مع هذا التكرار داخل نص شعرى فقط فيجرى عليه الخصائص التى رأيناها من قبل فى النص الشعرى والقصيدة . وأعتقد أن علاء عيسى قد نضج بوضوح ، واصطفى تجربته الشعرية بكل الخصائص التى أشرنا فى قصيدته الطويلة المستقلة ( واحد واخد على خاطره )(2)
ابتداء من التجنيس فى العنوان بجناس التحريف بين ( واحد ) و (واخد ) وانتهاء بتلك العبارة الشعرية الملفتة ( عموما كل شيئ قسمة ) الدالة كما أشرنا الى السراديب الشعرية المنسربة فى شعر علاء . ففى هذه القصيدة عتاب جميل وعميق بين الشاعر ، والحبيبة ، والأم ، والوطن ، ونرى الشاعر العاشق بلا حدود المتسامى بالشعر . الواقع فى القضاء والقدر بلا تردد . ونلمح من هذا التسامى تزاوجا دائما بين الحب والمحب وموضوع الحب ، الأمر الذى جعل كاف الخطاب للمؤنث دالة فى حد ذاتها وصانعة لحلم الشعر وموسيقاه ومجازه . إنه يتوحد فتتبلور كل هذه الخصائص يقول :
أنا واخد على خاطرى كتير منك –
مانا منك
ومهما ابعد فى يوم عنك ..
باتوه فى السكه واشتاق لك
وبحلم إنى بين حضنك
كأنى حته من حضنك
ولّما احزن ..!
بلاقى الحزن جاى ...
...مِّنك
ولّما افرح ..!
بلاقى الفرح دا ...
...مِّنك
خلاصة كل شئ ...
... مِّنك
مَّنا مِّنك ، (1)
وهى تلك الموسيقى العالية التى يتميز بها شعر علاء عيسى وتلك الروح الشعرية المصرية لغة وأسلوبا ومعالجة ورؤية .
وبعد
فهذا شاعر منتظر منه الكثير بعد أن أعطى الكثير .
وبالله التوفيق ،،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanhegazy.all-up.com
 
لخصائص الفنية لنص علاء عيسى أ . د مدحت الجيار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حسن حجازى :: كلام فى النقد-
انتقل الى: