حسن حجازى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حسن حجازى


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشارع أعظم مدارس الحياة /عزة رشاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن حجازي
Admin
حسن حجازي


عدد الرسائل : 292
تاريخ التسجيل : 19/01/2008

الشارع أعظم مدارس الحياة /عزة رشاد Empty
مُساهمةموضوع: الشارع أعظم مدارس الحياة /عزة رشاد   الشارع أعظم مدارس الحياة /عزة رشاد Emptyالجمعة يناير 25, 2008 10:22 am

الشارع أعظم مدارس الحياة

حينما سُئل روبرت فروست أكثر شعراء أمريكا شعبية والذي فاز بجائزة بولتييزر للشعر أربع مرات عن ماهية التعليم فقال: الكتب وحدها لا تستطيع أن تعلمنا فالتعليم لا يكتمل إلا إذا كانت لدينا القدرة على الإنصات الى كل ما يقال دون ان نفقد اهتمامنا بما نسمع أو نفقد أعصابنا وأن يكون لدينا أخيراً ثقة كاملة في النفس لا تتزعزع. كما قال ايضا: إن أكثر ما تعلمته تعلمته من الشارع. ولأن المقهى يشكل حضوراً كمكان له خصوصيته وعبقه الشعبي ودلالته الاجتماعية كملتقي لنماذج من البشر والعلاقات كان مركزاً وبؤرة تجمع للشخصيات والأنماط الروائية التي التقطها بمهارة وعمق الكاتب الكبير نجيب محفوظ.
لقد فطن نجيب محفوظ لما أدركه روبرت فروست لأعظم مدارس الحياة. حيث كان المقهى عند نجيب محفوظ شاهداً على حركة التاريخ المصري ومتابعات أحداثها التاريخية التي تشكل وتصوغ مصائر رواده وتصبح مادة لتعليقاتهم وحواراتهم.
لذا أدرك نجيب محفوظ بحسه الروائي الواقعي المهموم بتصوير ورصد وتجسيد واقع حياة مدينة القاهرة والاستماع لنبض وايقاع الشارع المصري السياسي والاجتماعي والأخلاقي بجانب التعرف على نماذج البشر فيها وصخب وصراعات الحياة..
فكان المقهى كملتقي جماهيري حي هو النافذة السحرية والبؤرة الحياتية التي توصله الى فهم وتأمل واستيعاب شمولية حركة المدينة الهادرة المتدفقة.
ونذكر على سبيل المثال.. مقهى زقاق المدق ومقهى خان الخليلي ومقهى محمد عبده في السكرية ومقهى الكرنك وأخيراً مقهى قشتمر آخر روايات نجيب محفوظ.
لقد كان الكاتب الكبير نجيب محفوظ من أشهر الكتاب خبرة ودراسة وجلوساً على مقاهي القاهرة والاسكندرية حيث كان يلتقي بأصدقائه كما كان يلتقي في مقهى عرابي بالعباسية بأبناء العباسية وأصدقاء طفولته وصباه كل خميس كما ذكر ذلك في أكثر من حوار حيث تدور الأحاديث والحوارات حول الحياة الخاصة والعامة والأحداث السياسية التي تمر بالوطن خاصة في عهد عبدالناصر والسادات.
وكانت مقهى الكرنك التي سميت الرواية باسمها هي الشاهدة والنافذة التي طللنا عبرها على وقائع وإنجازات المرحلة الناصرية حيث رصد وسجل نجيب محفوظ بالصورة والتحليل وتصوير النماذج العديدة لروادها وأبرزهم الطلبة جيل الثورة.
أما مقهى قشتمر آخر رواياته فهي اكتمال ملحمته المجيدة لرصد بانوراما الحركة الوطنية وتحولاتها منذ ثورة ۱۹۱۹ حيث حادث اغتيال السادات في الثمانينات ومن هنا كان المقهى هو الشاهد على حركة التاريخ المصري في معظم روايات نجيب محفوظ وكان مدرسة الحياة بالنسبة له. وكما يقول روبرت فروست أقول:
انزلوا الى الشارع اختلطوا بالناس استمعوا اليهم وهم يحكون لكم عن متاعبهم وأفراحهم.. هناك ستجدون أعظم مدارس الحياة.. وبين هؤلاء الناس ستدركون معنى الحياة ذاتها.

بقلم :
عزة رشاد



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanhegazy.all-up.com
 
الشارع أعظم مدارس الحياة /عزة رشاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حسن حجازى :: كلام فى النقد-
انتقل الى: